• 2020-01-01

حافظ القرآن

قبل سنوات عندما كنا ندرس رواية حفص عن عاصم عند الشيخ الفاضل محمد سعيد الحسينى رحمه الله تعالى كان أحد الطلاب قد شرع في حفظ سورة البقرة ثم طرح فكرته على زميل آخر ويبدو أن هذا الزميل قد اقتنع هو أيضًا في حفظ السورة.
وبعد مدة من الزمن جاء الطالب الثاني ليبشر الأول أنه قد أتم حفظ سورة البقرة كاملة، يقول الطالب الأول: أسعدتني همته وإصراره على الحفظ، وهذا الطالب كأنه قد وجد أن الطريق قد انفتح له فواصل حفظ بقية السور حتى أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا.
كانت فكرة طرحها الطالب الأول فتلقفها الثاني وسار بها بهمة ونشاط وجهاد مستمر واضعًا نصب عينيه هدفًا ساميًا وهو حفظ القرآن الكريم كاملًا، مع أن الأول لم يستطع فعل ما فعله الطالب الثاني.
حفظ القرآن الكريم ليس بالعمل بالشاق كما يعتقد الكثير من الناس، هناك فعلًا قدرات يتفاوت بها الناس لكن يظل الإصرار على النجاح ووضع الهدف للوصول إليه، وقبلها الإخلاص في العمل هي المحفزات التي تعين الواحد منا على حفظ القرآن الكريم.
ومن لا يمتلك القدرات أو يظن أنه لا يمكنه أن يحفظ القرآن الكريم كاملًا، فلا ييأس فليبدأ في حفظ القليل أو في حفظ سور معينة وليكن له الحد الأدنى من الحفظ كحفظ الجزء 30 أو حفظ جزئين أو ثلاثة أجزاء، وليكن له وردًا يوميًا لا يتخلى عنه إلا في أسوء الظروف، وليكن له أيضًا حب الاستماع إلى القرآن الكريم من القرَّاء المشهورين.
القرآن الكريم يجب أن يكون ملازمًا لنا في حياتنا وعلينا أن نشجع الأبناء على حفظه والتخلق بأخلاقه، ومن فاته قطار الحفظ فليساهم في دعم المراكز القرآنية وفي دعم معلمي القرآن الكريم وفي دعم حفظة القرآن حتى ينال أجر ما لم يقدر عليه.